أصيب أكثر من 200 مواطن عربي في جرائم عنف تنوعت بين إطلاق نار وطعن ودهس ووسائل أخرى منذ مطلع العام الجاري، وذلك في وقت يشهد المجتمع العربي تصاعدا خطيرا في منسوب الجريمة في ظل تقاعس الشرطة عن توفير الأمن والأمان للمواطنين العرب وتواطؤها مع عصابات الإجرام.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وتبقى هذه الحصيلة تقريبية وليست دقيقة، باعتبار أن الشرطة كثيرا ما تمتنع عن نشر معلومات عن جرائم عنف، بالإضافة إلى أن هنالك إصابات يتم علاجها في مراكز طبية دون الإبلاغ عنها وتوثيقها بشكل رسمي، ناهيك عن نقل إصابات إلى المستشفيات بشكل ذاتي.

وبين الإصابات كانت اثنتان برصاص الشرطة في كفر قرع وعرعرة، كما قتلت عناصرها 4 شبان آخرين من عرابة البطوف وكفر قرع وعرعرة النقب منذ مطلع العام؛ وسط روايات أشارت إلى وقوع تبادل إطلاق نار أو تنفيذ جرائم إطلاق نار على منازل.

ومن بين الإصابات 42 وصفت بالخطيرة بنسبة تقارب 21% من مجمل المصابين، بينما بلغت الإصابات المتوسطة 91 وهي ما تعادل 45%، فيما وصفت باقي الإصابات بين طفيفة ومتفاوتة.

"وضع مخيف جدا وحالة عجز"

وبهذا الصدد، قال المدير السابق للجنة مواجهة العنف والجريمة في اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية والاختصاصي في علم الجريمة، محمود نصار، لـ"عرب 48"، إن "هناك عائلات تدمرت بسبب الإصابات الخطيرة، ومن يتعرضون لإصابات في كثير من الأحيان يتورطون أكثر وأكثر في الجريمة بسبب الاحتياجات الاقتصادية والصحية التي تتفاقم".

محمود نصار

وأوضح نصار أن "عدد الإصابات يوضح حجم الكارثة الحقيقي التي يعيشها المجتمع. عدد كبير من هؤلاء المصابين كانوا هدفا لقتل، ناهيك عما ينتج عن هذه الإصابات من أضرار اقتصادية ومجتمعية وخلق استمرارية في رغبات الانتقام".

وبيّن أن "الوضع الحالي الذي وصل إليه مجتمعنا العربي مخيف جدا، إذ ان حالة العجز التي نعيشها كقيادات وجمعيات وأفراد غير معهودة. وصلنا إلى حالة التطبيع مع الجريمة والتسليم بالواقع".

البلدات الأكثر نزفا منذ مطلع العام

أما حصيلة ضحايا جرائم القتل منذ مطلع العام، فقد بلغت 75 قتيلا بينهم ثلاث نساء، مقارنة بـ52 قتيلا بالفترة الموازية من العام الماضي 2024.

وفي ما يلي البلدات التي شهدت أكثر عدد من الجرائم:

  • الرملة: 7 جرائم قتل
  • اللد: 6 جرائم قتل
  • الناصرة وأم الفحم: 5 جرائم في كل منهما
  • عكا وسخنين وأبو سنان والطيرة: 3 جرائم قتل في كل منها
  • 6 جرائم قتل بعدة بلدات في النقب بينها رهط وكسيفة وتل السبع وعرعرة وقصر السر.

الشرطة حاضرة بمراكزها وغائبة عن ردع الجرائم

على الرغم من الانتشار المكثف للشرطة ووجود مراكز لها في البلدات والمناطق المذكورة، ما زال النزيف مستمرا ففي اللد وحدها هناك 5 محطات للشرطة بينها مركز رئيسي للشرطة وآخر متوسط الحجم إلى جانب محطات للشرطة في عدد من الأحياء بينها حي المحطة، وفي الرملة هناك مركز رئيسي وتنتشر الشرطة بين الأحياء بما فيها حي الجواريش.

أما في الناصرة هناك مركز شرطة رئيسي يعرف باسم "المسكوبية"، وثلاث محطات للشرطة في السوق القديم وحي الصفافرة والحي الشرقي، فضلا عن مقر قيادة لواء الشمال في منطقة الخانوق.

يشار إلى أن المعطيات المتراكمة لا تشير فقط إلى غياب الردع، بل تكشف عن تقاعس متواصل وتواطؤ ممنهج من قبل أجهزة الشرطة، التي على الرغم من انتشارها الواسع في البلدات العربية، تكتفي في كثير من الأحيان بدور المتفرج، هذا الإهمال المتعمد ساهم في ترسيخ حالة الردع المفقود لدى المجرمين، وترك المجتمع العربي يواجه مصيره لوحده.

اقرأ/ي أيضًا | 9 جرائم قتل في عام بعرابة البطوف: عصابات الإجرام تسلب الأمن والأمان